الجمعة، 31 أكتوبر 2008

المطر



المطر .. للمطر بداخلى معنى غريب .. لم يكن لغزا فقط .. فصار لى من أكبر الألغاز .. وانا طفلة كنت اضحك .. واجرى تحت المطر .. وعندما كبرت .. اصبحت اهرب منه .. خوفا من ابتلال ملابسى .. او الوقوع فى وعكة صحية .. توقفنى عن المذاكرة حينا .. والآن تجسد لغزه بالنسبة لى فى كيفية هطول تلك القطرة من السماء على الأرض .. اظل انظر الى السماء انتظر هطول القطرات .. وبلا جدوى فحتما لن ارى القطرة منذ هطولها من السماء
..............................
وسرت تحت المطر .. لم تكن لأول مرة بل اول شعور حقيقى بالمطر ... وابتلت ملابسى ولن ابالى ... ولم اكن فى بلدتى ولم ابالى ... لم اخشى ذلك الماء ... او تلك الوعكة الصحية التى سأصاب بها ... او تلك الملابس المبتله التى اسير بها فى الشوارع ... ولكن هناك شئ دائما يؤرقنى ومنذ الصغر هو اتساخ أطراف بنطلونى ... فذاك يحزننى ويجعلنى طول الطريق انظر اليه ... واليوم ضحكت تحت المطر ولأول مرة
................................
الشئ الذى اعتدت حدوثه عندما اسير تحت المطر ... هو ان تأتى سيارة مسرعة ... ويصيب رزاز التراب المبتل ملابسى ... واقف فى وسط الطريق اريد ان ابكى ... والدموع تقف فى عينانى ... فعلى العكس تماما لم تمر تلك السيارة ولم تتسخ ملابسى والحمد لله
...............................
ذلك اللغزالذى احكى عنه ... هو المطر ... حقا احبه ولكنى لا اريد ان اخبره بحبى ... اشعر انه صديقى وان ميلاده ميلادى فاشعر عن عيد ميلادى (1/1) هو عيد ميلاد المطر والشتاء ... فاصنفه من برج الجدى ... مثلى ... فحين اذكرمميزاته وعيوبه فأجده ... مثلى ... ولكنه لا يشبهنى ... فانا لا اغدر باصدقائى ابدا ... فاذا ضايقونى ابتعدت عنهم ودون عتاب او لوم ... فهل يشبهنى المطر
....................................
وتجذبنى كثيرا رائحة التراب المبتل ... ولكن سرعان ما يكتم انفاسى ... فاضطر الا استنشقه ... ولكنى اخشى ان تضيع تلك اللحظة ولكن تتكرر
.................................
اهوى الوقوف فى البلكونة او النافذة ... استقبل المطر وامد يدى فى الهواء الطلق واذا سقطت احدى قطيراته افرح كثيرا واظل انتظر غيرها ربما يصيب يدى الحظ ... واقف فى البلكونة انظر الى السماء وادعو الله بما اريد واتمنى فاعلم انها ساعة استجابة واسرع بل اهرول فى الدعاء اخشى من انتهاء ساعات المطر ... اظل اتذكر كل من اعرفهم وادعو لهم بمثل ما ادعو لنفسى ... وربما اغفل نفسى احيانا ... دائما ادعو لأمى واخى ... وادعو لنفسى دائما بشئ غريب هو ان يكتب لى حياة عمليه وعلمية موفقة فذاك هو افضل طموح لى فى الحياة ... ربما لم اهتم بشئ قدر ذلك ... واصمت واتذكر السعادة فادعو الله بها برفق ... ويحين دور الاستغفار اشعر بخجل رهيب ويقف لسانى عن الدعاء والطلب من الله ان يغفر لى وانا اعلم اننى سأخطأ ثانية ... واتذكر ان خير الخطائين التوابين عند الله ... فأستغفر بقلبى فقط ... فاعلم ان ما به من حب الله كثيرا يملأ اكوانا
.....................................
حكايتى مع المطر تختلف عن باقى الأشخاص فالمطر يعلم بداخلى حقا ... لن يمر مر الكرام فقط ... فاشعر بانه توأمى الثانى ... فعندما يهطل المطر اشعر باحمرار وجهى وتدوره كالبدر ... اشعر بانتعاش جسدى الخامل ... فاجد لمعة فى خصلات شعرى ... تورد اظافرى ... واصبح كالقمر ليلة التمام على العكس مع كل الناس تماما
...................................
ورغم عشقى للمطر ... اخشاه وارهبه ... وانتظر سقوطه حتى لا اقابله فى الشوارع ... انتظره فى نافذتى فقط ... فاعلم انه يمكنه اغراقى ... او ابتلاعى فى باطن الأرض وذاك ما اخشاه اكثر واكثر
...............

اذا اردت ان تشعر بالحرية فسر تحت المطر وانظر الى السماء .. واذا اردت ان تشعر بالأسر فاجلس فى نافذتك تنتظر المطر

فان تسير تحت المطر هو الحرية عينها

سندريلا

هناك تعليقان (2):

RiddleR يقول...

في اليوم الذي غرقت فيه الشوارع - يوم الجمعة
كنت في العمل يومها - تعرفين أني أعمل يوم الجمعة :(
يومها وانا عائد إلى المنزل، غرقت رأسي بالماء - أحببت هذا الشعور حقا - شعور منعش
وتذكرت أن أدعو الله - فدعوته بما فيه الخير لي :D

التائب يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
صديقتى
ممكن اقول راى فى الموضوع ده
بصراحه جداااااااااااا
انا بعشقك المطر فى كل صوره بجد
بجد بحس بنفسى تحت المطر
شعور جميل يضيع فى زحمه الحياه
والله الموفق